أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 5 - الجزء 1

مقدمة التحقيق

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين.

  وبعد ...

  فإن الفقه الإسلامي أتى شاملاً لكل مناحي الحياة، ومعالجاً لجميع مستجداتها ومشاكلها، ومنذ بزوغ شمس الهداية والمسلمون يستقون تشريعهم من مصادره الشرعية التي أتى بها نور الإسلام، ومبدد الظلام - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الكرام - وهي في مجموعها منهج متكامل متوازن معتدل، لا إفراط فيه ولا تفريط، ولا شطط ولا انحراف، قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ٣٨]، وقال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}⁣[النحل: ٨٩].

  إن عالمية الشريعة، وكمالية الدين، وخاتمية الرسالة، اختص بها هذا الدين الإسلامي المحمدي وحده، وما على المسلمين إلا أن يفجروا طاقات نصوصه الشرعية التي يشع نورها كلما تراكمت الفتن وتجددت المحن، ويستخرجوا من دررها وجواهرها جميع الحلول لكل ما أظهرته الأيام، أو أحدثته ظروف المعيشة والانتقال من مكان إلى مكان.