أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

مميزات الفقه الزيدي

صفحة 7 - الجزء 1

  المذكورة، بدون تعصب أو ميل، ومن قرأ (الانتصار الجامع لمذاهب علماء الأمصار) للإمام يحيى بن حمزة #، المتوفى سنة ٧٤٩ هـ وكذلك (البحر الزخار) للإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، المتوفى سنة ٨٤٠ هـ، و (شرح الأزهار) لتلميذه المحقق ابن مفتاح، المتوفى في القرن التاسع الهجري، وجد نفسه أمام موسوعات فقهية رائعة تلاقحت فيها أفكار آل محمد واجتهاداتهم، فتمخّضت أنوراً تضيء الطريق، وتؤسس لمنهجية رحبة تذوب معها المعضلات.

  يقول الشيخ محمد أبو زهرة: (وإنه بملاحظة أصول الزيدية يتبين أنهم أخذوا من الأصول والمناهج أوسعها مدى، وكلما كثرت الأصول كان المذهب أكثرها نماءً، وأوسعها رحاباً، فإذا أضيف إلى ذلك فتح باب الاجتهاد والتخريج في كل العصور، وكثرة الأئمة الذين خرجوا واجتهدوا وأخذوا مع فتح الباب للآراء في المذاهب الأربعة وغيرها، كان هذا المذهب أكثر المذاهب الإسلامية نماء وقدرة على مسايرة العصر)⁣(⁣١).

  ويقول - أيضاً -: «وقد أثر عن زيد فقه عظيم تلقاه الزيدية في كل الأقاليم الإسلامية، وفرعوا عليه وخرَّجوا، واختاروا من غير ما تلقوا، واجتهدوا ومزجوا ذلك كله بالمأثور عن فقه الإمام زيد بن علي ¥ وتكونت بذلك مجموعة فقهية لا نظير لها، إلا في المذاهب التي دونت وفتحت فيها باب التخريج، وباب الاجتهاد على


(١) الإمام زيد - حياته وعصره: ٥٠٨.