مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[معجزات الأنبياء]

صفحة 100 - الجزء 1

[معجزات الأنبياء]

  ألا ترى أن المعجزات التي ظهرت على يدي موسى # مختلفة أوصافها، وذلك حجتنا على اليهود لعنهم الله تعالى، بأن نقول لهم: ما الدلالة على نبوة موسى #؟

  فإن قالوا: إجماعكم معنا على أنه نبي.

  قلنا لكم: لم نجتمع معكم على أن موسى كذَّب محمدا @ وَمنَعَكم من اتباعه، وقال لكم لا تؤمنوا بنبيء بعدي.

  من قال لكم هذا فليس بنبي، ونحن إنما آمنا بنبي ذكر الله تعالى اسمه موسى بشَّر بعيسى ومحمد @، وأمر أمته باتباعهما، فقد بطل ما أدعيتم بالاحتجاج على ما ذكرتم من الإجماع لما قلنا، فتحتاجون إلى دلالة تدل على أن موسى نبيَّكم صادق، فلا تجدون بُدا من أن تقولوا: يدل على صدقه المعجزات التسع.

  قلنا: وما هن؟

  قالوا: ما أظهر الله على يده من العصا، واليد البيضاء، وإنفلاق البحر، وانبجاس الحجر، وغير ذلك من المعجزات التسع.

  فيقال لهم: وما في ذلك من الدلالة؟

  فيقولون: جاء إلى السحرة وهو الرؤساء والكبراء والدولة لهم، وكانوا يفتخرون بالسحر ويترأسون به، فتحداهم بمثل ما شاكل فعلهم، [فَـ] عَلِمَ أنه صادق.