باب الأصل السابع في الإمامة
باب الأصل السابع في الإمامة
  وأما صفة الإمامة فإن الأصل فيها أنها فريضة من الله ورسوله، نطق بها الكتاب وجاءت بها السنة.
  فأما الكتاب فقول الله تعالى في طالوت وكان إماما: {وَزادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَالجِسمِ}[البقرة: ٢٤٧].
  فهاتان صفتان، والمراد بالجسم: القوة، لأن الله تعالى لا يمدح عبيده على فعله، ولا يذمهم على فعله فيهم، وإنما مدحهم على أفعالهم، وما اكتسبوه في أعمالهم، والعلم مكتسب وإن كان الله المنزل له، والدآل عليه، والهادي إليه، والعلم به مكتسب، والقوة فهي: قوة الرجل على نفسه، وضبطها عن القبيح، وحملها على الحال الصحيح، وهي تنقسم على ثلاثة أوجه:
  قوة الشجاعة.
  وقوة الكرم.
  وقوة الزهد.
  لأن القوي من قوي على نفسه في الصبر عند الحرب، والصبر عند حصول المال، والصبر عند الشهوات، قسم في الإسلام والمسلمين ما أراد منهم رب العالمين. وقال النبي ÷: «ألا أخبركم بالقوي وقد رأى قوما يحملون حجرا. قالوا: مَن يا رسول الله؟ قال: من قوي على نفسه ومنعها من غيه، وحملها على رشده»، وقال في رجوعه من بدر: «إنكم رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. قيل: وما هو يا رسول الله؟ قال: مجاهدة النفس، وحملها على طاعة الله ø».