باب الأصل السابع في الإمامة
  وهذه صفات أربع من حَصَلْنَ له من ولد الحسن والحسين @ بعد أمير المؤمنين فهو إمامها منبسط فيها، والبسطة تدل على الزيادة، والزيادة تدل على الفضيلة، والفضيلة تدل على الفاضل.
  وهو مذهب الزيدية القاسمية العدلية، وقول الله تعالى يؤيد ذلك: {هَل يَستَوِي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ}[الزمر: ٩]، وقال: {وَلَو رَدّوهُ إِلَى الرَّسولِ وَإِلى أُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذينَ يَستَنبِطونَهُ مِنهُم}[النساء: ٨٣].
  والمستنبط للعلم هو: الكامل الذي إذا وردت مسئلة نظر فيها وردها إلى أصولها، ثم أفتى بالحق المتعلق بها. وأما ما يؤيد هذا من القرءان فكثير، قوله: {ثُمَّ أَورَثنَا الكِتابَ الَّذينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا فَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ}[فاطر: ٣٢]، ومن ظلم نفسه كان مُؤَمَّرا عليه ولم يكن آمرا. {وَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَمِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ بِإِذنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبيرُ}[فاطر: ٣٢]، فيجب أن يكون المقتصد هو الذي يعلم طرفاً من العلم ويكون صالحا في نفسه، فيجب أن يتبع السابق ليكون له متبعا معينا مؤازرا، كما قال الله تعالى: {وَتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى وَلا تَعاوَنوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ}[المائدة: ٢]، وقال: {كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ}[آل عمران: ١١٠]، ومن كان بهذه الصفات الأربع اختص بالعلم والشجاعة، والكرم والزهادة.