مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[الروافض والنواصب]

صفحة 115 - الجزء 1

  سَوْرَةُ الحمية بأحقاد الجاهلية، وأهل المذاهب الردية، فينبوا بكم القرار، وتعلوا عليكم الأشرار، ويلحقكم الغبار، ولا وزر ينجي ذا الرمق، ويؤوي ذا القلق، ومن اشتغل بما يعنيه عمل لما ينجيه، واحترز من الذم ومساويه، قال الله تعالى: {وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا}⁣[الأنفال: ٤٦]، فكل شيء حسن بالصبر، ومن جعل الدنيا مطيته، والعمل زاده، والآخرة قصده، استكثر من الزاد، وتقوَّى على السفر للمعاد، وكل شيء من أمر الدنيا والآخرة يحتاج إلى الصبر، فمن صبر نال، ومن عجز مال، فلا يكن أهل الدنيا على دنياهم أحرص منكم على آخرتكم، {وَاصبِروا إِنَّ الأَرضَ لِلَّهِ يورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ}⁣[الأعراف: ١٢٨].

  وبجهل مَن جَهِلَ صفة الإمامة، وادعا الإمامة وهو غير كامل، ودفع الكامل.

[الروافض والنواصب]

  فمن خالفكم من الروافض والنواصب فقد جاء فيهم حديث عن رسول الله ÷: «يا علي، يهلك فيك رجلان: محب غال، ومبغض قال».

  والنواصب نصبوا العداوة لعلي # ومن بعده، فاتبع النواصب أمراء السوء وأئمة الكفر، واتبع الروافض مالا يوجد ولا يعلم، ووصفوا الإمام بصفة الأنبياء، فلا الإمام عرفوا، ولا النبي عرفوا، وكل يخبط في عميا من أمره، والحجة على الجميع ما قدمنا في صدر كتابنا هذا في كل أصل، لأن