باب الإيمان
  وقال عمر بن عبيد العزيز: الرضا ليل، والصبر مُعوَّل المؤمن، قال الله تبارك وتعالى: {أُولئِكَ يُجزَونَ الغُرفَةَ بِما صَبَروا وَيُلَقَّونَ فيها تَحِيَّةً وَسَلامًا}[الفرقان: ٧٥].
  وقال في قصة علي بن أبي طالب # وفاطمة ابنة النبي ^: {وَيُطعِمونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسكينًا وَيَتيمًا وَأَسيرًا ٨ إِنَّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللَّهِ لا نُريدُ مِنكُم جَزاءً وَلا شُكورًا ٩}[الإنسان: ٨ - ٩]، فأخبر أنهم إنما أطعموا لوجهه خالصا، وذلك لكثرة معرفتهم بثواب ربهم، وإيثارهم لمحبته وطاعته، وبما يعلمون من واجب حقه على عظيم نعمته، فقال تبارك وتعالى: {وَجَزاهُم بِما صَبَروا جَنَّةً وَحَريرًا}[الإنسان: ١٢]، وقال: {إِنّي جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِما صَبَروا أَنَّهُم هُمُ الفائِزونَ}[المؤمنون: ١١١]، ونحو هذا في القرءان كثير، لما كثرت معرفتهم بواجب حق الله وعظم ثوابه أخلصوا له العمل، فأورثهم إخلاص العمل دوام الطاعة والتلذذ بها.
  فمن ذلك قول علي بن أبي طالب ¥ في حديث كميل بن زياد: «فاستلانوا ما استوعره المترفون».
  ومن ذلك قول عيسى #: «خشية الله وحب الفردوس يورثان الصبر على المشقة، ويباعدان من زهرة الدنيا».
  ومن ذلك حديث عمر بن الخطاب «حين دخل على النبي ÷ وهو نائم على سرير مزمل بشريط ليس بين جنب النبي وبينه شيء،