باب الإيمان
  وكذلك أمر الله نبيه # أن يعرض عنها بقوله: {فَأَعرِض عَن مَن تَوَلّى عَن ذِكرِنا وَلَم يُرِد إِلَّا الحَياةَ الدُّنيا}[النجم: ٢٩]، وقال: {وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجًا مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا لِنَفتِنَهُم فيهِ}[طه: ١٣١]، أي: نمتحنهم، فمباحها فتنة وحرامها نقمة، قال تعالى: {وَما عِندَ اللَّهِ خَيرٌ وَأَبقى}[الشورى: ٣٦]، أي: ثواب ربك.
  وقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَياةَ الدُّنيا وَزينَتَها فَتَعالَينَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَراحًا جَميلًا ٢٨ وَإِن كُنتُنَّ تُرِدنَ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَالدّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلمُحسِناتِ مِنكُنَّ أَجرًا عَظيمًا ٢٩}[الأحزاب: ٢٨ - ٢٩]. وذكر عن علي في خبر ذكر عنده الطعام، فقال: لنا دار غير هذه الدار، وكان لنا جل متاع فقدمناه إلى تلك الدار، التي نريد المقام بها، وكذلك من أحب متاعا أحب اللحوق به، ثم قال علي بن أبي طالب #: إني سمعت الله ذم أقواما فقال: {أَذهَبتُم طَيِّباتِكُم في حَياتِكُمُ الدُّنيا وَاستَمتَعتُم بِها}[الأحقاف: ٢٠].
  وقال أبو بكر حين استشفى فَأُتِي بغسل وماء فانتحب ثلاثا ومسح بوجهه، فقال زيد بن أرقم: فقيل له: «ما يهيجك على البكاء؟! فقال: إني كنت مع رسول الله صلى الله عليه فرأيته يقول: إليك عني، ولا أرى شيئا، فقلت: يا رسول الله إنك تقول: بيدك إليك عني ولا أرى شيئا! فقال #: نعم يا أبا بكر، هذه الدنيا تمثَّلت لي في زينتها وزهرتها فقلت: إليك عني، وهي