مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الصبر على الامتحان

صفحة 141 - الجزء 1

  تقول: والله يا محمد لئن سَلِمْتَ عني فلم تسلم أمتك من بعدك، وأخاف أن تكون قد لحقتني، فذلك الذي هيجني على البكاء».

  والأخبار في هذا كثير، فهذا قول علي بن أبي طالب #: «من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات»، لسهولة المكايدة وخفة المشقة عليه، لكثرة معرفته بما وُعِد من ثواب ربه.

باب الصبر على الامتحان

  وهو الوجه الثالث، وهو أشرف الوجوه وأغلاها والصب على الامتحان بالصدف في مواطن الامتحان.

  ومنها: الامتحان بالأمراض والمصايب.

  ومنها: الامتحان بالضيق والشدة.

  ومنها: الامتحان بالاختلاف والتحير، فيحتاج أهل المعرفة بالله إلى الصبر في كل موطن في هذه المواطن، وأن يستعملوا العلم في تلك المواطن، ويصبروا على ما امتحنوا، ولا يستخفنهم الجزع فيخرجهم إلى موضع السخط، فيزول عنهم الصبر بإشهاب عن الجزع، وذلك ميراث من الصبر على المحن، الخروج بالسلامة والقيام لله بقسطه على النحو الذي يرضيه، مع صواب الحق فيه، والخروج من مواضع المحن، فالجزع السخط والتفريط وزوال الثواب، وأهل المعرفة بالله يعرفون بأنوار قلوبهم موقع كل محنة، فيستعملون لكل موضع آلته من العلم فبذلك صاروا أهل المعرفة بالله.