باب الإيمان
  أنه لا يخفى عليه سرهم وجهرهم، فهم مرعون له قلوبهم عن خطرات الوسواس من عدوه وعدوهم، فإذا رءاهم الله كذلك أمدهم بمعونته، وأيدهم بنصره، وسلمهم من حبائله، وصيرهم إلى رحمته، وبذلك وعدهم في كتابه، فقال ø: {وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحسِنينَ}[العنكبوت: ٦٩]، فوعدهم الهداية والرحمة، والله منجز ما وعد.
  فمن أحب لله وأحب طاعته أورثه ذلك الإشتياق إلى جنته، وما أعد في دار كرامته، وجدَّ به ذلك الإشتياق إلى ثواب الله، والشوق إلى الله فهو الشوق إلى الجنة، فمن عمل للشوق إلى الجنة أعطي الثواب الذي ذكر الله في كتابه، فقال ø: {إِنَّ أَصحابَ الجَنَّةِ اليَومَ في شُغُلٍ فاكِهونَ}[يس: ٥٥]، وقوله: {وَأَصحابُ اليَمينِ ما أَصحابُ اليَمينِ ٢٧ في سِدرٍ مَخضودٍ ٢٨ وَطَلحٍ مَنضودٍ ٢٩}[الواقعة: ٢٧ - ٢٩].
  وقال النبي ÷ في حديث أبي هريرة: «أعد الله لأهل الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، اقرءاوا إن شئتم: شئتم: {فَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أُخفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بِما كانوا يَعمَلونَ}[السجدة: ١٧]».