[مذهب القاسم في الكبائر]
  برحمته ورأفته من عذابه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، عليه توكلنا وهو رب العرش الكريم.
[مذهب القاسم في الكبائر]
  وكان يقول ¥: إن الله لا يغفر الكبائر التي وعد عليها النار إلا للتائبين، وإن وعد الله جل ثناؤه ووعيده واجب للأبرار والمذنبين، وإن من مات على كبيرة من الكبائر غير تائب منها لم يغفر الله سبحانه له، ولم ينج من عذاب الله وعقابه عليها، ومن ركب كل كبيرة من الكبائر ثم تاب منها، وأقلع ونزع عنها، غفر الله له وعفى عنه، يقول الله سبحانه: {وَهُوَ الَّذي يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِهِ وَيَعفو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعلَمُ ما تَفعَلونَ}[الشورى: ٢٥]. وقوله سبحانه: {قُل يَا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا}[الزمر: ٥٣].
  ثم أخبر عما يغفر الذنوب به من التوبة، وأنه إنما يغفرها بالترك لها والإنابة، فقال سبحانه في هذه الصفة بعينها: {وَأَنيبوا إِلى رَبِّكُم وَأَسلِموا لَهُ مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ ثُمَّ لا تُنصَرونَ ٥٤ وَاتَّبِعوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ بَغتَةً وَأَنتُم لا تَشعُرونَ ٥٥ أَن تَقولَ نَفسٌ يَا حَسرَتا عَلى ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السّاخِرينَ ٥٦ أَو تَقولَ لَو أَنَّ اللَّهَ هَداني لَكُنتُ مِنَ المُتَّقينَ ٥٧ أَو تَقولَ حينَ تَرَى العَذابَ لَو أَنَّ لي كَرَّةً فَأَكونَ مِنَ المُحسِنينَ ٥٨}[الزمر: ٥٤ - ٥٨].