باب تأويل الحكمة
صفحة 213
- الجزء 1
  رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، وقال مالك بن دينار: «قيل للقمان: ألست عبد بني فلان؟! فما بلغ بك ما ترى؟! قال: تركي ما لا يعنيني»، وكان لقمان عبدا أسود ذا مشفرين، فرفع الله قدره بالحكمة وتركه ما لا يعنيه، فأورثه ذلك درجة المؤانسة بالطاعة، فنظر بالحكمة فسماه الله حكيما، فقال سبحانه: {وَلَقَد آتَينا لُقمانَ الحِكمَةَ أَنِ اشكُر لِلَّهِ}[لقمان: ١٢].
  وقالت عائشة: «إن النبي ÷ كان متواصل الأحزان، دائم الفكر»، وذلك كله من آثار المؤانسة بالله، أي: بطاعته، وما قرَّب منه وأورث الزلفة لديه، وبما اختار الاشتغال بذكره، والإيثار لمحبته على كل محبوب دونه.
  وروي عن النبي ÷ «أنه كان يحب الخلوة وكان إذا فُقِدَ إنما يُوجد في بعض الأودية والخلا بنفسه».