مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب العدل

صفحة 229 - الجزء 1

  مسألة قال: «أوقعت؟ فإن قالوا: لم تقع، قال: لا أجيب فيها»، وقد اختلف الناس إليه في تزويج ابنه واشق حتى قال: وقال عمر بن الخطاب: نعوذ بالله أن ينزل بنا معضلة لا نعد لها علي بن أبي طالب.

  وقال علي بن أبي طالب #: «إن هاهنا لعلما جماً لو أجد له حملة». وأهل غايص الفهم الذين لا يتكلفون بنطق ما لم يكلفوا النطق فيه، ولا يسألون عما لم تقع، فإذا وقع الشيء لزمهم النطق فيه بالعلم، فوجدوه في الكتاب والسنة والأدلة القائمة، ولم يقولوا في دين الله وأحكامه وشرائعه برأيهم وقياسهم، بل يغوصون عليه بغايص فهمهم، حتى يخرجونه من الكتاب والسنة، كما ذكر ذكك عن علي بن أبي طالب ¥ حين أراد عمر أن يرجم امرأة أتت بولد لستة أشهر، فقال: «إن خاصمتكم بكتاب الله خصمتكم، قال الله: {وَحَملُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثونَ شَهرًا}⁣[الأحقاف: ١٥]، فخلا عمر سبيلها».

  قال النبي ÷: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، وقال علي بن أبي طالب #: «قيمة كل أمرء ما يحسنه، اغد عالما أو متعلما ولا تكن الثالث فتهلك»، فهكذا صفة أهل الاستنباط والبحث والنظر بغايص الفهم، وهو الذي عنى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ¥، فبذاك فليقتد أهل العلم بالله والخشية.