باب العدل
  شَيءٍ}[النحل: ٨٩]، وقال أبو ذر: «قبض النبي # وما ترك لنا طائرا يقلب بجناحيه في الهواء إلا أنبأنا من ذلك علما، عَلِمَه مَن عَلِمَه، وجهله من جهله».
  ومحال أن يكون أمر بترك الأمة يحتاجون إلى ذلك العلم فيه، ولا يكون موجودا عند أهل الاستنباط المعتبرين عن الله، بحججه القائمة على خلقه، غير أنهم سُوَّاسُ لذلك العلم الذي فهموه عن ربهم، ولا يخرجون منه إلا بقدر ما يحتاجون إليه، ولا يكلمون الخلق إلا بما يفهمونه عنهم، ولا يعنتون عقولهم فيحملون عليها من العلم ما لا تفهمه، فتنحل قوى عقولهم عند ذلك، ويكونوا هم سبب تحيرهم، ولكنهم لما فهموا عن ربهم أنه فَضَّل بعض خلقه على بعض، كلفوا كلا على قدر طاقته، وما يحمله وسعهم، وبهذا الأدب جاء الخبر عن نبينا صلى الله عليه وأئمة الهدى من آله.
  وروي عن علي بن أبي طالب # أنه قال: «كلموا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله»، وكذلك روي عن زيد بن ثابت أنهم أتوه في مسألة فقال لهم: «هل وقعت؟ قالوا: لا، قال: فلم تسألون عنها قبل وقوعها؟! قالوا: نسأل لنعلمها، فإذا وقعت أجبنا فيها. فقال زيد: إذا علم الله الصدق من قولكم عند وقوع المسألة وفقكم للسداد، حتى تقولوا فيها بصواب الحق». وكان عبد الله بن مسعود إذا سؤل عن