مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب العدل

صفحة 233 - الجزء 1

  حديث الحضر # حين قال لموسى ÷: «إنك لعلى علم من علم الله لم يعلمنيه، وأنا على علم من علم الله لم يعلمكه»، فذلك قوله: {وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري ذلِكَ تَأويلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبرًا}⁣[الكهف: ٨٢]، فهو الباطن وهو العلم النافع، وهو العلم بباطن الأمور، خفي سرها وعلم مخزونها، وهو المورث لخشية الله في السر والعلانية. ومصداقه ما قال الله ø: {إِنَّما يَخشَى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ}⁣[فاطر: ٢٨]، وقوله تعالى: {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ}⁣[المائدة: ٢٧]، وقال: {يَرفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَالَّذينَ أوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ}⁣[المجادلة: ١١].

  وقد سمى الرسول ÷ العلم بالله رأس العلم حين سأله الأعرابي فقال: «يا رسول الله علمني من غرائب العلم؟ فقال له النبي: ما قد صنعت في رأس العلم؟ فقال: يا رسول الله ما رأس العلم؟ قال: معرفة الله حق معرفته، ثم قال النبي #: اذهب فتعلم رأس العلم، ثم قال: تعال