باب العدل
  منتكهة إلا كان أبعد الناس من الإثم حتى ينتصر لله»، وكذلك يجب على المؤمن أن يقتدي في ذلك بنبيه صلى الله عليه، فلا يدع لله حرمة منتكهة يمكنه في ذلك دفع بنفسه وماله إلا أمضاه، غضبا لله ولدنيه، واقتداء برسول الله وعترته، وقد وصف الله نبيه # فقال: {فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظًّا غَليظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ ...}[آل عمران: ١٥٩] الآية، وإنما عنى بالاستغفار، أي: للمؤمنين خاصة، فجمع له تعالى جميع مكارم الأخلاق وأمره بها، وبالندبة إليها، والدليل على أن الاستغفار للمؤمنين خاصة قول الله عز ذكره: {وَاخفِض جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنينَ}[الشعراء: ٢١٥]، وقد أدب النبي # أبا بكر عند ما تناوله رجل والنبي جالس قال أبو بكر: «فذهبت أكافيه وأرد عليه، فقام النبي #، قال: فقلت: يا رسول الله كنت جالسا فلما قمت أرد عليه قمت! فقال النبي #: لما كان الملك يرد عليه وهو جالس جلست، فلما قمتَ ترد عليه قام الملك فقمت».
  وقيل لقيس بن عاصم: بم نلت السؤدد؟ قال: بنزكى الأذى وبذلي القِرى، ونصري للمولى.
  وروي عن عمير بن حبيب وكان له صحبة، أنه أوصى بنيه فقال: «إياكم ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داء، مَن تَحلَّم عن السفيه فسد حلمه، ومن أحب السفيه ندم على حبه، ومن لا يقر لقليل ما يأتي به السفيه يقر