مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب العدل

صفحة 255 - الجزء 1

  ما شرحنا، فذلك كمال الإحسان إليهم عامة وإلى نفسه خاصة، وقد طُبع الخلق على حب من أحسن إليهم، وبغض من أساء إليهم، كما قال النبي ÷: «جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها»، فإذا كان ذلك يجب للخلق لما يكون منهم، فهو لله جل ثناؤه أوجب، إذ كان هو المبتدئ للإحسان، وهو الآمر بالإحسان، فبه عرف الإحسان، ولولا تعريفه فيه وفوائده وهدايته وكثرة خواطره لم يُعقل الإحسان. فهذا قول علي بن أبي طالب #: «ومن حلم لم يفرط في أمره، وعاش في الناس حميدا»، نسأل الله البر الرحيم، أن يمن علينا بسلامة الصدور، والاجتناب لجميع الشرور.