باب العدل
صفحة 254
- الجزء 1
  على من فعل ذلك به، وعلى قدر ما أخرجه وأبانه، فأما ما كان لنفسه وهبه متقربا به، ثم عليه أن يزمها عن المزاح وكثرة الكلام، وترك ما لا يعنيها، فإذا فعل ذلك أورثه ذلك روضة الحلم وطول الحزن فيما يعنيه، وكذلك روي عن علي # أنه قال: «من كثر ضحكه قلَّت هيبته، ومن مزح استحق به، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه».
  وقد فسرنا روضة الحلم وهو أعلى درجات الحلم.
  وإذا وصل العبد إلى ذلك رضي الخلق كلهم عنه، لأنه يأخذ لهم بحقهم من نفسه، ولا يطالبهم بحق نفسه إلا من جهة قيامه بحكم الله عليهم، على حد