باب الفرق بين العقل والهوى
صفحة 278
- الجزء 1
  وذلك أن طلب العلم للعمل بالعلم هو الذي يزول عنه الجهل، فيصبح عمله بالعلم، لأن كل عمل يعمله صاحبه بعلم وإن قلَّ، هو أكثر عند الله وأزكى من كثير العمل مع الجهل، كما جاء الخبر: «قليل العلم مع العلم كثير، وكثير العمل مع الجهل قليل»، كما قال الله تبارك وتعالى: {لِلفُقَراءِ المُهاجِرينَ الَّذينَ أُخرِجوا مِن دِيارِهِم وَأَموالِهِم يَبتَغونَ فَضلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضوانًا وَيَنصُرونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقونَ}[الحشر: ٨]، يقول: هذا من فعلهم هو على التصديق لهم، والإيقان بخالقهم، فاستوجبوا بذلك صدق موعده، وجزيل ثوابه، وتتابع نصره، وعموم نعمه، في عاجل دنياهم وآجل أخراهم، وهؤلاء هم أهل العلم الباطن، الذين نظروا إلى دناءة الدنيا بقلوبهم، ورفعة الآخرة، فلم يلفتوا إلى الدنيا فهانت في صدورهم،