مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الفرق بين العقل والهوى

صفحة 279 - الجزء 1

  وقلَّت في أعينهم، فربحوا وأنجحوا، {أُولئِكَ حِزبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُمُ المُفلِحونَ}⁣[المجادلة: ٢٢].

  فأما من خالفهم من الذين ذمهم الله من أهل العلم الظاهر، المحجوبة قلوبهم عن اليقين بالآخرة إلا من جهة الإقرار والتصديق، فمنهم كما قال تعالى: {وَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ آمَنّا بِاللَّهِ فَإِذا أوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ وَلَئِن جاءَ نَصرٌ مِن رَبِّكَ ...}⁣[العنكبوت: ١٠] الآية، وقال النبي ÷: «أكثر منافقي أمتي قراؤها»، وهذا ميراث أعمالهم الظاهرة.

  وقال عمر بن الخطاب: سمعت النبي ÷ يقول: «أخوف ما أخاف على أمتي منافقوا اللسان»، وبه قال كعب بن عجرة، وأبو سعيد الخدريك عن النبي # أنه قال: «سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم وصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولم يرد علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وإنه يرد على الحوض».