باب الفرق بين العقل والهوى
  الأمر والنهي إلا باجتماع الطاعة بكمالها، لأنه قد يكون آمر وناهي غير مؤتِمر ولا منتهي، كما أنبأنا في كتابه قصة من كانت هذه صفته، فقال: {أَتَأمُرونَ النّاسَ بِالبِرِّ وَتَنسَونَ أَنفُسَكُم ...}[البقرة: ٤٤] الآية، وقال تعالى يمدح آخرين ويثني عليهم: {الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ}[الأعراف: ١٥٧]، وقال: {إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ ...}[النحل: ٩٠] الآية، وقال: {وَإِذا قُلتُم فَاعدِلوا ...}[الأنعام: ١٥٢] الآية.
  والوفاء بعهد الله فرض واجب، وكذلك التعاون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الأمر بكل طاعة والدعاء إليها بأحسن القول وأعدله، كما قال: {وَإِذا قُلتُم فَاعدِلوا}[الأنعام: ١٥٢]، وكذلك التعلم لكل بر والتعليم له، كما قال النبي # في حديث أبي ذر قال: «يا رسول الله أخبرني بالإيمان؟ فتلا النبي #: {لَيسَ البِرَّ أَن تُوَلّوا وُجوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَلكِنَّ البِرَّ ...}[البقرة: ١٧٧] إلى آخرها، وقال: يا رسول الله أقلل لي. فقال #: المؤمن الذي تسره حسنته وتسوءه سيئته، فهو مؤمن». وقد فسرنا معنى السرور بالحسنة وبيناه آنفا.
  قال النعمان بن بشير: عن النبي صلى الله #: «مثل الإيمان من المؤمن مثل الرأس من الجسد، يألم الرأس فيألم له الجسد»، وقال النبي #: