مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب النهي عن المنكر

صفحة 288 - الجزء 1

  لقمان # ليجعله قدوة: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأمُر بِالمَعروفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصبِر عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمورِ}⁣[لقمان: ١٧]، وقال: {لَولا يَنهاهُمُ الرَّبّانِيّونَ وَالأَحبارُ عَن قَولِهِمُ الإِثمَ وَأَكلِهِمُ السُّحتَ لَبِئسَ ما كانوا يَصنَعونَ}⁣[المائدة: ٦٣]، وقال ø: {كانوا لا يَتَناهَونَ عَن مُنكَرٍ فَعَلوهُ لَبِئسَ ما كانوا يَفعَلونَ}⁣[المائدة: ٧٩]، وقال: {فَلَولا كانَ مِنَ القُرونِ مِن قَبلِكُم أُولو بَقِيَّةٍ يَنهَونَ عَنِ الفَسادِ فِي الأَرضِ إِلّا قَليلًا مِمَّن أَنجَينا مِنهُم وَاتَّبَعَ الَّذينَ ظَلَموا ما أُترِفوا فيهِ وَكانوا مُجرِمينَ}⁣[هود: ١١٦]، وقال تعالى: {لُعِنَ الَّذينَ كَفَروا مِن بَني إِسرائيلَ عَلى لِسانِ داوودَ وَعيسَى ابنِ مَريَمَ ذلِكَ بِما عَصَوا وَكانوا يَعتَدونَ ٧٨ كانوا لا يَتَناهَونَ عَن مُنكَرٍ فَعَلوهُ لَبِئسَ ما كانوا يَفعَلونَ ٧٩}⁣[المائدة: ٧٨ - ٧٩]. فهذا ذكر النهي عن المنكر في الكتاب وما افترضه الله عليهم، وأُمروا أن يأخذوا ما آتاهم به الرسول # وينتهوا عما نهاهم عنه، فقال جل ثناؤه: {وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا ...}⁣[الحشر: ٧] الآية، فالفرض على جميع المسلمين النهي عن المنكر والبغض لأهلها، والفرض عليهم على قدر ضعفهم وقوتهم، وعلمهم ونقصهم، وهم على ثلاثة أوجه الناس فيها على طبقات ثلاث:

  فأول الوجوه وهو أعلاها وأشرفها عند الله قدرا، هي درجة المقربين من خلقه وأنبيائه وأصفيائه، وأئمة دينه من أهل صفته، وهو النهي عن المنكر