مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الفرق بين العقل والهوى

صفحة 289 - الجزء 1

  باليد والغضب لله عند انتهاك محارمه، كما يغضب النمر عند فريسه، فإن النمر إذا غضب لم يبال قلَّ الناس أم كثروا.

  ويروى أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى # أن: «كن محاربا كالنمر، وكن سريعا كالنسر، وكن ضعيفا كالصبي»، يقول: كن جَرِيًّا كالنمر على أهل معصيتي، وكن سريعا كالنسر أي: أجهض في طاعتي، وكن ضعيفا كالصبي أي: اخفض جناحك للمؤمنين، فلم يرض الله من أهل الصدق إلا بالقيام بأعلا درجات النهي والغضب عند انتهاك محارمه، كما قال جل ثناؤه: {يُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَلا يَخافونَ لَومَةَ لائِمٍ ...}⁣[المائدة: ٥٤] الآية، وقال تعالى في صفة هود #: {مِن دونِهِ فَكيدوني جَميعًا ثُمَّ لا تُنظِرونِ ٥٥ إِنّي تَوَكَّلتُ عَلَى اللَّهِ رَبّي وَرَبِّكُم ...}⁣[هود: ٥٥ - ٥٦] الآية. وقال علي بن أبي طالب #: كان النبي ÷: «إذا غضب لله يتطاير من حوله كما يتطاير الوبر عن ظهر البعير، حتى يسكن من شدة غضبه لله». وقال أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله: «المعروف باليد، فباللسان، فمن لم يستطع باللسان فبالقلب، وذلك أضعف الإيمان»، وإنما عنى بالمعروف: