باب الفرق بين العقل والهوى
  باليد والغضب لله عند انتهاك محارمه، كما يغضب النمر عند فريسه، فإن النمر إذا غضب لم يبال قلَّ الناس أم كثروا.
  ويروى أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى # أن: «كن محاربا كالنمر، وكن سريعا كالنسر، وكن ضعيفا كالصبي»، يقول: كن جَرِيًّا كالنمر على أهل معصيتي، وكن سريعا كالنسر أي: أجهض في طاعتي، وكن ضعيفا كالصبي أي: اخفض جناحك للمؤمنين، فلم يرض الله من أهل الصدق إلا بالقيام بأعلا درجات النهي والغضب عند انتهاك محارمه، كما قال جل ثناؤه: {يُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَلا يَخافونَ لَومَةَ لائِمٍ ...}[المائدة: ٥٤] الآية، وقال تعالى في صفة هود #: {مِن دونِهِ فَكيدوني جَميعًا ثُمَّ لا تُنظِرونِ ٥٥ إِنّي تَوَكَّلتُ عَلَى اللَّهِ رَبّي وَرَبِّكُم ...}[هود: ٥٥ - ٥٦] الآية. وقال علي بن أبي طالب #: كان النبي ÷: «إذا غضب لله يتطاير من حوله كما يتطاير الوبر عن ظهر البعير، حتى يسكن من شدة غضبه لله». وقال أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله: «المعروف باليد، فباللسان، فمن لم يستطع باللسان فبالقلب، وذلك أضعف الإيمان»، وإنما عنى بالمعروف: