باب الفرق بين العقل والهوى
  عما نزل بهم من المخلوقين في جنب طاعته، وما توعدهم به من العقاب عن تقصيرهم في أمره، ولم يعلموا إلا ظاهر ما شاهدوه بحواسهم، وقد مدح الله ø أهل الباطن بالقيام لله بحقه، وذم أهل العلم الظاهر بالتقصير في أمره، والقعود في واجب حقه، فأما مدح أهل العلم الباطن فقد ذكره بقوله: {الم ١ أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكوا أَن يَقولوا آمَنّا وَهُم لا يُفتَنونَ ٢ وَلَقَد فَتَنَّا الَّذينَ مِن قَبلِهِم ...}[العنكبوت: ١ - ٣] الآية، وقال: {الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم ...}[آل عمران: ١٧٣] الآية، وقال تعالى: {لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ}[الأحزاب: ٢١]، وقال: {أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَعلَمِ اللَّهُ الَّذينَ جاهَدوا مِنكُم وَيَعلَمَ الصّابِرينَ}[آل عمران: ١٤٢]، وقال: {أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَأتِكُم مَثَلُ الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم ...}[البقرة: ٢١٤] الآية، وقال لموسى #: {وَفَتَنّاكَ فُتونًا}[طه: ٤٠]، قال: اختبرناك اختبارا، وقال ابن عباس في حديث الفتون: «وذلك من الفتون والله خبير».
  وقال أنس بن مالك عن النبي #: «لقد أوذيت في الله وما يؤذى في الله أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف في الله أحد، وإن كان ليمضي عليَّ