مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الفرق بين العقل والهوى

صفحة 302 - الجزء 1

  عما نزل بهم من المخلوقين في جنب طاعته، وما توعدهم به من العقاب عن تقصيرهم في أمره، ولم يعلموا إلا ظاهر ما شاهدوه بحواسهم، وقد مدح الله ø أهل الباطن بالقيام لله بحقه، وذم أهل العلم الظاهر بالتقصير في أمره، والقعود في واجب حقه، فأما مدح أهل العلم الباطن فقد ذكره بقوله: {الم ١ أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكوا أَن يَقولوا آمَنّا وَهُم لا يُفتَنونَ ٢ وَلَقَد فَتَنَّا الَّذينَ مِن قَبلِهِم ...}⁣[العنكبوت: ١ - ٣] الآية، وقال: {الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم ...}⁣[آل عمران: ١٧٣] الآية، وقال تعالى: {لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ}⁣[الأحزاب: ٢١]، وقال: {أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَعلَمِ اللَّهُ الَّذينَ جاهَدوا مِنكُم وَيَعلَمَ الصّابِرينَ}⁣[آل عمران: ١٤٢]، وقال: {أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَأتِكُم مَثَلُ الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم ...}⁣[البقرة: ٢١٤] الآية، وقال لموسى #: {وَفَتَنّاكَ فُتونًا}⁣[طه: ٤٠]، قال: اختبرناك اختبارا، وقال ابن عباس في حديث الفتون: «وذلك من الفتون والله خبير».

  وقال أنس بن مالك عن النبي #: «لقد أوذيت في الله وما يؤذى في الله أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف في الله أحد، وإن كان ليمضي عليَّ