باب الفرق بين العقل والهوى
  النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلّا بِالحَقِّ وَلا يَزنونَ وَمَن يَفعَل ذلِكَ يَلقَ أَثامًا ...} إلى قوله: {وَمَن تابَ وَعَمِلَ صالِحًا}[الفرقان: ٦٨ - ٧١]، فأخبر أنه لا يغفر للكافرين، ولا لغيرهم من الزناة والقتالين، إلا بالتوبة والعمل الصالح، فإذا كان لا يجوز ذلك في حكمه، فأنى لهم بالغفران في القيامة؟ تعالى الله عما يدعيه أهل النقص والجهل والعمى من إخلاف وعيده علوا كبيرا.
  ثم أكد ذلك بسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله فقال #: «إن التوبة مبسوطة دون أن يغرغر المرء بنفسه، ودون المعاينة»، فإن قال بعض أهل النقص ممن يدعي الشفاعة لأهل الكبائر: فإن الرحمة تتغمدهم بالشفاعة، لما قد جاء في الأثر: أن «الشفاعة لأهل الكبائر»، قيل له: إن الأحاديث في الشفاعة مختلف فيها، وقد قال قوم بالرواية أن الشفاعة تكون قبل دخول النار، ورغموا أنه لا وعيد في أهل الصلاة، وكانوا بذلك قد أبطلوا ما أوجبه على العصاة من عباده، بما ذكرناه في هذه الأبواب.