مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الفرق بين العقل والهوى

صفحة 327 - الجزء 1

  آخر الليل وألا أكون قاتلت الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب #»، وهذا بابن عمر أشبه، فبهذا وأشباهة من الحجة ما أوجب أهل العلم بالله والإجلال لمقامه والغضب له قتال أهل البغي لما في إزالتهم من ظهور الإسلام وعلو أهله، ولما في نياتهم من فساد جميع الإسلام وقتل الدائنين به، والمحامين عليه، والناصرين له، والذين بذلوا مهجهم وأموالهم، والمهاجرين عن أوطانهم في إحيائه وتأميل إعزازه، أو تأتيهم آجالهم وهم على ذلك من حالهم، ويكونون قد أبلغوا المعذرة فيما بينهم وبين خالقهم، ولما خافوا من عقوبة التضييع لذلك، وأخذوا بالإستطهار على أنفسهم، لما سمعوا الله ø يقول: {وَلا تُجادِل عَنِ الَّذينَ يَختانونَ أَنفُسَهُم إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ خَوّانًا أَثيمًا}⁣[النساء: ١٠٧]، ولا يجادل أحد عن أعداء الله ممن اقتطع بجداله عن محاربه من ابتز أمر المسلمين. وعمر بن الخطاب يقول: «من ابتز إمرة المسلمين عن غير مشورة فاقتلوه».