باب الفرق بين العقل والهوى
  وقال الله جل ثناؤه: {وَلا تَركَنوا إِلَى الَّذينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ وَما لَكُم مِن دونِ اللَّهِ مِن أَولِياءَ ...}[هود: ١١٣] الآية، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُم أَولِياءَ ....}[الممتحنة: ١] الآية، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا بِطانَةً مِن دونِكُم لا يَألونَكُم خَبالًا ...}[آل عمران: ١١٨] الآية، فنهى تعالى وعز أن نحبهم ولا يحبوننا بقوله: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: ٥١]، قال النبي ÷: «أَتَرْعَوُنَّ عن ذكر الفاسق؟ فمتى يعرفه الناس؟! أذكروه بما فيه».
  أخبرنا يزيد بن محمد بن مقاتل أن النسيابورى قال: أخبرنا الجارود بن يزيد بن طريف بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله: «أَتَرْعَوُنَّ عن ذكر الفاسق متى يعرفه الناس؟!»، قال الحسن: «لم يبق من فضل عبادة إلا الوقيعة في أهل الريب»، فشنئان الفاسقين أن يذكروا بما فيهم نصحا للمسلمين، أن يعرفوا بمعايبهم، ويعلموهم حكم الله فيهم، ليعينوهم بذلك على حربهم، والعون لهم على إزالتهم، ويمنعوهم بإفهامهم ما يجب من ذلك عليهم، من ترك معونتهم والدخول معهم في أمورهم، وأن لا يخا لطوهم ولا يلابسوهم، ولا يزوجهم