مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الفرق بين العقل والهوى

صفحة 333 - الجزء 1

  لمقامه هم الذين لا يتولون من حآد الله ورسوله: {وَلَو كانوا آباءَهُم أَو أَبناءَهُم أَو إِخوانَهُم أَو عَشيرَتَهُم ...}⁣[المجادلة: ٢٢] الآية.

  وقد قال عبد الله بن مسعود: لا ينبغي لأولياء الله من أهل دار الخلود أن يكونوا من أولياء الشيطان، من أهل دار الغرور في محبتهم ووهم، فإذا لم يوآدوهم ولم يخالطوهم كانوا قد وافقوا الله في محتبه، وأدوا إلى الله النصيحة فيهم بما قالوا، أو سخطوا عليهم ولعنوهم للعنة الله لهم وسخطه عليهم. فذلك هو الغضب كما قال علي بن أبي طالب #: «ومن شناء الفاسقين غضب الله له»، وبذلك فليقتد أهل العلم بالله والإجلال له، ثم اعلموا أن تثبيت الله وحبله لا ينقطع عمن استمسك به، ولا يذهب بمن تمسك به إلى غيره، وعن قليل تنقطع الأسباب بالظالمين (حتى يتبرأ بعضهم من بعض، فبعدا للقوم الظالمين)، والعاقبة للمتقين، والحمد لله رب العالمين.

  تم الكتاب والحمد الله، وصلى الله على محمد النبي المصطفى وعلى آله وسلم تسليما، ورحم وكرم كثيرا مباركا طيبا.