مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[أحاديث وآثار في اللواط وعقوبته]

صفحة 356 - الجزء 1

  من الدمار والحتف: {فَلَمّا جاءَ أَمرُنا جَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضودٍ ٨٢ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظّالِمينَ بِبَعيدٍ ٨٣}⁣[هود: ٨٢ - ٨٣].

[أحاديث وآثار في اللواط وعقوبته]

  وفي الخبر الثابت الصحيح وما أنزل الله عليهم من الحجارة والعذاب الأليم: «أن ملكا من الملائكة أُمر بقلع أرض قوم لوط، سخطا من الله سبحانه عليهم فيما كانوا يأتون من عظيم الفاحشة، فقلع أرضهم بهم من أسفلها، وحملها بهم على جناحه عند الصبح حتى أقلها، وأمر الله نبيه لوطا أن لا يلتفت إليهم، لأن لا يرى عقوبتهم وهولها فيفزع ويذعر، لما يرى بعذابهم من الفضاعة والهول الأكبر وذلك أنه ذُكر أن الملك لما قلع أرضهم بجناحه وهم فوقها، رماهم الله بحجارة من سجيل وهو يقلبهم وأرضهم في الهوى، ورُموا فيما ذُكر من الأخبار بشهب من النيران فأشعلتهم، وأخذتهم الحجارة من السجيل فرضختهم، ثم قلب الملك حين علا بهم في الجو أرضهم، فجعل عاليها سافلها عقابا لهم».

  فأي أمة بجرم أو ذنب ممن أهلك من الأمم دمروا بمثل هذا التدمير؟! وعذبوا لشدة سخط الله عليهم بمثل هذا العذاب الهائل الكبير؟!

  وكذلك ذكر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # أنه «أتي بذكرين من الرجال أتيا الفاحشة من اللواط، فأمر بهما فرفعا إلى أعلا سورِ حائطٍ عال، ثم نكسا فطرحا إلى الأرض من فوق السور، وأتبعا الحجارة رميا»،