[تحريم الخمر في السنة]
  خامر وأسكر العقل كمخامرة الخمر وإسكارها فَفَعَل فِعلَها، كان عند كل مَن فهم عن الله مثلها، وإنما حرمت الخمر لمخامرتها للعقل بالإذهاب والسكر، وما يحمل عليه من الإثم والشرور والمنكر.
  ولا فرق بين إسكار الأنبذة والخمر، بل النبيذ أشد للعقل إذهابا ومخامرة وإسكارا، فيما أخبرني به مَن شربهما جميعا ممن يدعي ملة الإسلام وممن سألته من النصارى، فكل هؤلاء يزعمون أن النبيذ إذا شربوه كان أشد في السكر من خالص الخمر، والنبيذ فيما يقولون أشد للعقل مخامرة بالفساد والسكر، وأَحْمَلُ لمن شربه على أبواب الفضائح والفجور والكفر.
[تحريم الخمر في السنة]
  وفي الخبر المنقول الذي لا شك فيه عن النبي ÷ أنه: «حرم كل ما أسكر قليله، كتحريمه من كثيره، وأنه أقام الحد على من شرب الخمر، وعلى الشارب لغيره من النبيذ نبيذ الفضيخ والتمر»، فأجرى هذه الأشربة كلها التي تسكر مجرى الخمر، لأن فعلها فعل واحد في المخامرة للعقل بالإذهاب والسكر، وما تحمل عليه وتوقع فيه مَن شربها من الفجور والإثم والشر.
  فأجمعوا جميعا أن رسول الله ÷ قال: «ما أسكر كثيره فقليله حرام»، وأنه صلى الله عليه وآله: «حدَّ مَن شرب النبيذ والخمر