مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[تحريم الخمر في السنة]

صفحة 361 - الجزء 1

  وأجمع أهل المدينة وفقهاءوهم وغيرهم: أن رسول الله ÷ «أُتي برجل شرب مسكرا لم يذكروا أنه كان خمرا، فلما أيقن ÷ أنه شارب، وذلك أنهم ذكروا في الخبر أن النبي ÷ أمر بالرجل أن يُستَكْنَهُ ويُشم ريح الشراب منه، فلما أُخبر ÷ أن ريح الشراب موجود من الرجل، ثم لم يسأل رسول الله ÷ أكثرَ مِن شربه أو أَقلَّ، وحكم عليه بأن يضرب حدا، ودعا بالسوط وأتي بسوط يابس قاحل، وإنما كانت السياط حينئذ تُعمل من جلود الإبل، فخشي رسول الله ÷ إن ضَرب بذلك السوط أن يقتله، ولم يرد قَتْلَه ÷، وإنما أراد أن يؤدبه وينكله، فقال: ائتوني بسوط دون هذا، فأتي بسوط ليس بالقاحل اليابس، ولا بالمارن المفرط في اللين، فأمر بالرجل فحد وجلد في ظهره ثمانين».

  فاحذروا يا بني ثم احذروا شرب الكثير والقليل بل أقل القليل من كل شراب أسكر، فإن الشراب المسكر باب كل بلية وفسق وفجور وشر.

  ولا اختلاف بين هذه الأمة، الخاصة منهم والعلماء والجهلة من العامة، أن السكر حرام، ثم ذكروا أن رسول الله ÷ قال: «ما أسكر كثيره فقليله حرام»، وحرم الله الخمر التي تخامر العقل بالسكر.