[أحاديث نبوية في الهجرة]
  هذا يا بني قوله وترغيبه في اعتزال الناس في أيامه، ومع ظهور حكمه، والناس يومئذ هم الناس، ليس فيه الآفات والعاهات التي في البشر اليوم ولا الأدناس.
  وذكر عنه ÷ ما لا اختلاف بين العلماء الأخيار فيه، أنه قال #: «إذا كان المطر قيظا والولد غيظا، وفاض اللئام فيضا، وغيض الكرام غيضان فأعُنزٌ عفر في جبل وعر، خير من ملك بني النضر». وهذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسم صفة أزمنة تكون بعده، ومنها الزمان الذي نحن وأنتم يا بني فيه.
  فقد لعمري فاض في زماننا وقبله بحين طويل اللئام فيضا، وغيض الكرام غيضا، فأعنز عفر يا بني كما قال رسول الله ÷: «في جبل وعر، خير من ملك بني النضر»، وبنوا النضر يا بني هم قريش، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله أن الأعنز العفر والسكنى بها في الجبل الوعر، خير لأهل التقوى والبر من الاختلاط في مثل هذا الزمان وما أشبهه بأهل المنكر والشر.