[وصايا القرءان]
  رشد وخير، جعلكم الله ممن اهتدى في ظُلَم هذا الدهر وحيرته بضياء كتاب الله المبين.
  ولكفاكم يا بني بنهي الله ø عن كل شر ومنكر، ترغيبا منه تعالى في كل خير وبر، بقوله سبحانه: {فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ ٧ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}[الزلزلة: ٧ - ٨]، فلا أقل ولا أصغر لمؤمن عند الله سبحانه من الخير والشر، في حكمه شيء لِصِغَرِه وحقارته يسقط ويُحتقر من مثاقيل الذر. ولكفى في النهي عما حرم الله من الحرام بقوله ونهيه، في آخر سورة الأنعام لنبيه: {قُل تَعالَوا أَتلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُم عَلَيكُم أَلّا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم مِن إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُكُم وَإِيّاهُم وَلا تَقرَبُوا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وَما بَطَنَ وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلّا بِالحَقِّ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَعقِلونَ ١٥١ وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ بِالقِسطِ لا نُكَلِّفُ نَفسًا إِلّا وُسعَها وَإِذا قُلتُم فَاعدِلوا وَلَو كانَ ذا قُربى وَبِعَهدِ اللَّهِ أَوفوا ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ ١٥٢}[الأنعام: ١٥١ - ١٥٢].
  والفحشاء يا بني التي نهى الله عنها فهو كل فاحش قبيح مستنكر، وذلك فيما قد ألهم الله معرفته كل غوي وبَرًّا، وليس يفعل أحد شيئا صغر ولا كبر من الفحشاء والقبيح، إلا وقد رُكِّب في طباعه وألهم معرفة ذلك كل أبيض وأسود أعجمي وفصيح، ألا تستمعون لقول الله تبارك وتعالى: {وَنَفسٍ وَما سَوّاها ٧ فَأَلهَمَها فُجورَها وَتَقواها ٨ قَد أَفلَحَ مَن زَكّاها ٩ وَقَد خابَ مَن دَسّاها ١٠}[الشمس: ٧ - ١٠]، فركَّب الله يا بني كل نفس ومعقولها،