[وصيته في ذكر الله]
  فأمرهم تبارك وتعالى بعد قضاء مناسكهم بذكره وأن لا يدعوا ذكره في سائر سببهم، وأن يكثروا من ذكره كما يكثرون أو أشد من ذكر آبائهم وأمهاتهم، وقال تبارك وتعالى - يا بني - وهو يأمر عباده بعد الصلاة له، بذكره على كل حال من أحوالهم، قياما وقعودا وعلى جنوبهم: {فَإِذا قَضَيتُمُ الصَّلاةَ فَاذكُرُوا اللَّهَ قِيامًا وَقُعودًا وَعَلى جُنوبِكُم فَإِذَا اطمَأنَنتُم فَأَقيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَت عَلَى المُؤمِنينَ كِتابًا مَوقوتًا}[النساء: ١٠٣]، وقال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلكم وهو يأمره بتسبيحه وتكبيره في علانيته وسره: {وَاذكُر رَبَّكَ في نَفسِكَ تَضَرُّعًا وَخيفَةً وَدونَ الجَهرِ مِنَ القَولِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ}[الأعراف: ٢٠٥]، فأمره تبارك وتعالى بذكره على كل حال.
  وذكر عن رسول الله ÷ أنه قال: «من قال سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، كتب الله له بها عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات».