[وصيته في صلة الرحم]
  واعلموا يا بني أنه لا بد أن يكون بين ذوي الأرحام من الشيطان والنزعات وبعض ما يسمع منهم مما يؤذي النفوس في بعض الأوقات، فمن صبر لذلك حيث أحرقه الأذى، فتغافل وكظم حتى يهدأ الغضب ويطفأ، كان محموداً عند الله محسناً وبالحلم والصبر بعد مغتبطاً، وكان المحسن عند الله معاناً، قال الله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوا وَالَّذينَ هُم مُحسِنونَ}[النحل: ١٢٨].
  وذكر عن رسول الله صلى الله عليه وآله المتقين أنه قال: «ليس الواصل من يصل من وصله، إنما الواصل من يصل من قطعه».
  وقال رسول الله ÷ لابن عمه، وابن أبيه وأمه، والناصر لله وله ولدينه علي بن أبي طالب رحمة الله عليه: «يا علي ألا أدلك على أكرم الأخلاق وأحبها إلى الله؟ قال: بلى يا نبي الله. قال: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك»، ولم يصل أحد الرحم ويعفو منها عمن أساء وظلم، إلا طال بإذن الله عمره وكثر رزقه ووسع الله له، فلا