[وصيته في سياسة النساء]
  فينبغي لمن أراد تزويج الحرائر أن يتثبت تثبتاً شديداً المساءلة عن صلاحهن ودينهن وسيرة أوليائهن، ورجالهن من الآباء والإخوة، ونسائهن ذوات القرابة لهن، فإن كانوا أهل عفاف ومروءة وطهارة، وحجاب لحرمهم، فسيرة نسائهم في أنفسهن لا تشكوا كسيرة رجالهن وأوليائهن، وإن كانوا أعفاء صلحاء، فالنساء لا يكدن يكن إلا على سيرة أوليائهن ورجالهن، وإن كان أولياؤهن الغالب عليهم وعلى نسائهم سوء السيرة وترك التحجب، فاحذورا يا بني الدخول فيهن والتزوج لهن، فإن الغالب عليهن ما يغلب على رجالهن، إن كان شراً فشراً، وإن كان خيراً فخيراً.
  فمن أراد منكم يا بني خطبة ارمأة تُذكر بجمال أو غنى، فليسأل عن وليَّها وعفافه، ومذهبه في دينه وصلاحه، فإن كان ذا عفاف وصلاح، ومقالة في دينه بالهدى والصواب، وكان لحرمته ذا صيانة بها، وكانت المرأة التي هو وليها ذات عقل وجمال، وحمدٍ في دينها بالثناء عليها في الصيانة لنفسها، واستقامة الأحوال، ففيها لمن رغب منكم الرغبة، ورجوت بإذن الله أن تحمدوا بالدخول في تزوجها العاقبة، وأن تروا منها المحبة أكثر.
  ثم استخارة الله قبل خطبتها والدخول في ملاكها مراراً كثيرة، وكان توكلكم في أمرها على الدعاء إلى الله في الإقدام على تزويجها بالخيرة.
  وقد ذكر عن رسول الله ÷ أنه قال: «تتزوج المرأة على جمالها وعلى حسبها ومالها وتتزوج على دينها»، ثم قال نبي الله ÷: «فعليك بذات الدين تربت يداك»، يعني #: