(ومن سورة بني إسرائيل)
  بفضل الله ورحمته وجوده في عطائه، هذا وزكريا نبي من أفاضل الأنبياء في طاعة الله وعمل البر والتقى.
  قوله ø: {وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا}
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: العتي: القديم الذي قد بلغ صاحبه غاية ما يكون من قسوته ويبسه وشدته عند الهرم.
  قوله ø: {يَا يَحيى خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: القوة هاهنا ما وهب الله ليحيى من فضل اللب والفهم والحكمة، فكانت القوة التي جعلها الله فيه من ذلك قوة قَوَّتْهُ، ونعمة ذكرها الله أنه أنعم بها عليه شريفة سنية، فمن فضل قوته ما آتاه الله في الصبا من حكمته، فكان في ذلك على أفضل ما يكون عليه الكبير الكامل من الأنبياء في كمال سنه وإطاقته، والحنان: الرحيم.
  قوله ø: {وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يعني أمراً نافذ فيه المشيئة، لا بد أن تكون فيه الآية التي أراد الله مقضية.
  قوله ø: {فَأَجاءَهَا المَخاضُ}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يعني: أصارها وألجأها.
  قوله ø: {تَحتَكِ سَرِيًّا}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: السري هاهنا الولد الذي وهبه الله لها البر التقي، ومَن أسرى أو أنبل أو أتقى من عيسى صلى الله عليه؟! وأين عطية أو ولداً وهبه أفضل مما وهبه الله وجعل تحتها منه؟!
  قوله ø: {إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمنِ صَومًا}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: الصوم هو المعروف من صيام الأيام، وهو الإمساك عن الشراب والطعام، غير أنه كان من معروف صوم