مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

(ومن سورة مريم)

صفحة 444 - الجزء 1

  العُبَّاد من بني إسرائيل مع الإمساك من الشراب والطعام، الوقوف بالصمت عن الكلام، لاتقاء اللغو واللفظ بالآثام.

  قوله ø: {لَقَد جِئتِ شَيئًا فَرِيًّا}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: الفري الفاحش، والفرية والشتيمة الفاحشة.

  قوله ø: {لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجُمَنَّكَ وَاهجُرني مَلِيًّا ٤٦ قالَ سَلامٌ عَلَيكَ}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: هذه الكلمة تقال عند جهل الجاهل، يقولها عند طيش الجاهلين الحلماء من المتقين، وتوقير إبراهيم # لأبيه في أبوته وبره بالوالد، قبل أن يبين عنده ما بان له من مشآقته لله وعداوته، هذه الكلمة منه صلى الله عنه مخرجها مخرج توقير ورفق بأبيه، عند دعائه له من أمر الله إلى ما دعاه إليه، فلما عصاه واستكبر عن الهدى والحق فأباه، بان له أنه عدو لله، كان من إبراهيم ما ذكر الله ø في كتابه من ترك الاستغفار له والتبرؤ منه، وقطع الولاية بينه وبينه والإعراض، قال الله سبحانه: {فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنهُ إِنَّ إِبراهيمَ لَأَوّاهٌ حَليمٌ}⁣[التوبة: ١١٤].

  قوله ø: {وَاهجُرني مَلِيًّا}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم: أي: مجتهداً.

  قوله ø: {وَرَفَعناهُ مَكانًا عَلِيًّا}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: قيل: إن الله رفع إدريس صلى الله عليه إلى السماء، فكان سماوياً، وهذا ما لا ينكره أحد يعقل من المؤمنين، أن يفعل بمن شاء من أنبيائه الصالحين.