مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

(ومن سورة طه)

صفحة 448 - الجزء 1

  {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ١٠٨}. الهمس: الوطاء الخفي كوطاء خفاف الإبل التي همس مشيتها، ليس بذي صوت علي، قال الشاعر:

  العيس تمشي ولها هميس ... ..................................

  يعني بالهميس: الوطاء الخفي الحسيس، فالناس في حشرهم، ولما هم فيه من فزعه وذعرهم، وانحلال قواهم، لما عاينوا ما دهاهم، مشيهم همس خفي وأصواتهم منقطعة فلا يتكلمون، ولا يسمع لجرس ألسنتهم إلا حسٌ بأقدامهم إذ يمشون.

  {وَلا يُحيطونَ بِهِ عِلمًا}. أي: لا يدركه علمهم إلا بما علَّمهم وفَهَّمهم من تثبيت اسمه وربوبيته، وأنه لا يشبهه شيء من خليقته.

  قوله ø: {وَعَنَتِ الوُجوهُ لِلحَيِّ القَيّومِ}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يقول: ذلت الوجوه وخشعت.

  قوله ø: {وَصَرَّفنا فيهِ مِنَ الوَعيدِ لَعَلَّهُم يَتَّقونَ أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكرًا}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: المعنى في ذلك - والله أعلم - لعلهم بما خوَّفهم الله به من وعيده في كتابه، فلعلهم يتقون ولا يعصون، {أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكرًا}، فيتفكرون ويتذكرون.

  {وَلا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضى إِلَيكَ وَحيُهُ}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: معنى ذلك - والله أعلم - أي: لا تعجل بالإنذار بالسورة أو الآية المذكورة فيها القصة، والقصص أو الموعظة من قبل تمامها وكمالها وقضائها، وأمرك بتبليغ إيجابها.