مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

(ومن سورة طه)

صفحة 447 - الجزء 1

  {قالَ رَبُّنَا الَّذي أَعطى كُلَّ شَيءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدى}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يعني بـ {كُلِّ شَيءٍ}: جميع ما أنعم الله به عليهم، وأعطاهم من عطاء النعم، بما هو عليه من رحمتهم والرأفة بهم والفضل والجود والكرم، وأعطاهم جميع النعم التي آتاهم، لم يقتصر على ذلك حتى فهَّمَهم الحق في دينه وهداهم، فآتاهم من الهدى أعظم النعم كلها عظماً، لما يثيبهم على الهدى من نعيم جنته فضلاً وكرماً.

  قوله ø: {مَكانًا سُوًى}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: السوى: المكان المستوي البارز في الأرض الذي لا يخفى، و {يَومُ الزّينَةِ}: يوم عيدهم الذي فيه يتزينون فيحلفون، ووعدهم من يوم عيدهم في أوله وضحوته، قبل افتراق الناس من مجمعهم ورجوعِ مَن يرجع منهم إلى بيته، وكأنه أراد بذلك فضيحتهم على رؤوس الملأ، وكان الأعياد لم تزل في أول النهار قديماً، لأن صدر النهار أفضل من آخره.

  {فَيُسحِتَكُم بِعَذابٍ}. معناه: يستأصلكم.

  قوله: {فَنَسِيَ ٨٨ أَفَلا يَرَونَ أَلّا يَرجِعُ إِلَيهِم قَولًا}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: هو نسي هارون أن يذكِّرهم بأنه لا يرجع إليهم قولاً، تذكيراً وتنبيهاً.

  قوله: {سَوَّلَت لي نَفسي}. هو: مَنَّتني نفسي، والتسولة: المنية، سواء قيل: سولت لنفسك أو منيت نفسك.

  {لا تَرى فيها عِوَجًا وَلا أَمتًا}. فقال: العوج في الأرض: الإلتواء والإرتفاع والإنخفاض الشديد الفاحش، والأَمْتُ: القليل اليسير، بين التعادي والإختلاف الذي ليس بكثير.