(ومن سورة المؤمنين)
  بواحدانيته، وأنه لا إله ولا رب غيره، فربهم الله ومَعمَدُهم وأمتهم الذي هو قصدهم سبحانه وتعالى، وله المثل الأعلى.
  و {فَتَقَطَّعوا أَمرَهُم بَينَهُم}. المعنى فيه: فتقطعوا عن مذاهبهم، واختلفوا في مقالاتهم، {زُبُرًا}. أي: قطعاً عن الجماعات مفترقين في الدين، سالكين في صلاتهم في طرق مختلفات. {كُلُّ حِزبٍ بِما لَدَيهِم فَرِحونَ}. لا ينصفون حجج الله وما دعاهم إليه رسوله ÷ فيتوبون.
  قوله ø: {بَل قُلوبُهُم في غَمرَةٍ مِن هذا وَلَهُم أَعمالٌ مِن دونِ ذلِكَ هُم لَها عامِلونَ}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: الغمر مثل الغريق يغمره الماء، فمثَّل قلوبهم بالغمرة التي وقع فيها غرق، وذلك لغفلتهم وإعراضهم، وبأنهم لِمَا سمعوا من الحق فقلوبهم عن ذلك في غمرة، وأعمالهم التي هم لها عاملون، فأشغال دنياهم وإيثارهم شهواتهم وأهوائهم التي هم لها على دين الحق مؤثرون، فهم من ذلك كله في لجة، فيها قلوبهم في غمرة كغمرة الماء، غرقة فهم فيها غرقون. الـ {بَرزَخٌ}: الحين من الدهر والأمد، قال: والحين: الزمان.
  قوله ø: {فَاتَّخَذتُموهُم سِخرِيًّا حَتّى أَنسَوكُم ذِكري}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: معناه: هزواء، لأنهم كانوا يسخرون ويهزوُءن بالأنبياء $ والمؤمنين، فيما يدعونهم إليه من أمر الله والحق والدين، فلما كثر أذاهم لهم، وهزوءهم وسخريتهم بهم، أمسك بعض الإمساك عن تذكيرهم لما بلغ منه من الأذى بهزوءهم، وما نالهم من