مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

(ومن سورة النور)

صفحة 456 - الجزء 1

  شرهم، قال سبحانه: {حَتّى أَنسَوكُم ذِكري}. ومعنى {أَنسَوكُم ذِكري}: تركوكم من التذكرة لشدة سخريتكم واستهزائكم.

(ومن سورة النور)

  قوله ø: {الزّاني لا يَنكِحُ إِلّا زانِيَةً أَو مُشرِكَةً ...} الآية.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: هذا تحريم من الله سبحانه على المؤمنين لنكاح الزراني من النساء العواهر المعلنات بالفجور، وتحريم منه على المؤمنات لنكاح الزناة من الرجال المعروفين بالفسق والزنا والعهور.

  أخبر الله سبحانه أن الزانية لا ينكحها إلا زانٍ، وأنه لا ينكحها أحد من أهل الطهارة والإيمان، وأخبر أن الزاني لا ينكح مؤمنة، ولا ينكح إلا زانية أو مشركة، لأن المؤمنة لو جعل لها ملء الأرض ذهبا ما نكحت زانيا، ولا رضيت أن تكون له زوجة.

  ثم قال سبحانه: {وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى المُؤمِنينَ}. تحريماً على المؤمنين لنكاح الزانية، وتحريماً على المؤمنة لنكاح الزاني، وتفريقا من الله بين الإيمان والطاعة، وبين من عصى بكبائر العصيان.

  قوله ø: {إِنَّ الَّذينَ يَرمونَ المُحصَناتِ الغافِلاتِ}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: {المُحصَناتِ}: العفائف، و {الغافِلاتِ}: المؤمنات اللاتي قد أغفلهن ما يَعلَمْنَ من طهارة أنفسهن وإيمانهن وعفتهن، عما يقول به المفترون القاذفون، الباهتون الكاذبون، من الافتراء والقذف بباطل الكذب لهن.

  قوله ø: {وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبينَ}.