مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

(ومن سورة الفرقان)

صفحة 459 - الجزء 1

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: هذا جواب مسألة كانت من بعض المؤمنين لرسول الله ÷، أو خبر من الله ابتدأهم به يدل على سقوط فرض المجاهدة بالقتال في سبيله على الأعمى والأعرج والمريض الممنوع بمرضه، ويخبر الله سبحانه أيضا عن أنفس المؤمنين، أنه لا جناح عليهم في الأكل في بيوت الأصدقاء بغير أذن، ومَن ذكر مِن ذوي القربى والأرحام والأقربين، لما أسقط الله بالأخوة في الإسلام، والصداقة المحفوظة عند الأحرار الكرام، والقرابة التي جعلها بين ذوي الأرحامن من الحشمة والوحشة في تناول الطعام، إذا احتاج إليه المؤمن أخذه بإذن الله فيه، ودعائه بلا توحش ولا تحشم، وإنما هذا بما يحتاج إليه من الأكل عند غشيان بيوت هؤلاء المذكورين من ذوي الرحم، والأخوة والصداقة، لا إذن في ادخار طعام ولا نقله، ولا أخذ وَرِقٍ ولا ذهب بغير إذن ولا نفقة، ولو كان ما يحل من بيوت مَن ذكر الله سبحانه من القرابة والصداقة إنما أحله الله بالإذن منهم، لكان الإذن أيضا يحل به طعام أهل البعد والأعداء، لم يكن لقوله سبحانه: {لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ}، خاصة إذن في طعام مَن سمى، لأن كل قريب وبعيد وولي وعدو بعد الإذن يكون جائزاً.

(ومن سورة الفرقان)

  قوله ø: {وَجَعَلنا بَعضَكُم لِبَعضٍ فِتنَةً أَتَصبِرونَ}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يعني سبحانه: جعل المرسلين، والمرسل إليهم أجمعين، فتنة بعضهم لبعض، والفتنة هاهنا: اختبار ومحنة، فاختبر