(ومن سورة الفرقان)
  صبر المرسلين وطاعتهم بأداء الرسالة وتبليغها، وامتحن الذين أرسل الرسول إليهم بالإيمان والتصديق برسالتهم، وما جاءوا به من الحجج البينة، الدالة على النبوة، وبما امتحنهم به مع رسله وعلى أيديهم من فرائض دينه وطاعته، والانتهاء عما نهى عنه من معصيته، فبعضهم كما قال الله سبحانه: {لِبَعضٍ فِتنَةً}، والفتنة اختبار - كما قلنا - ومحنة، كما قال في موضع غير واحد، وكرره تكريراً من البلوى منه والاختبار، للعصاة الكفرة والمطيعين الأبرار، فقال: {وَلَنَبلُوَنَّكُم حَتّى نَعلَمَ المُجاهِدينَ مِنكُم وَالصّابِرينَ وَنَبلُوَ أَخبارَكُم}[محمد: ٣١].
  قوله ø: {وَيَومَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالغَمامِ}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: {تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالغَمامِ}: يوم القيامة، يشققها بالسحاب وهو من آيات الله العظيمة، وحينئذ كما قال الله تبارك وتعالى، {وَنُزِّلَ المَلائِكَةُ تَنزيلًا}، وهو كما قال الله: {عَلَى الكافِرينَ عَسيرًا}، لما يعاينون فيه من صدق الوعيد الذي كانوا ينكرون، ووقوع ما كانوا يكذبون به مما يحذرون، وتشققها بالغمام هو: خروجها من فتوقها وشقوقها.
  {وَكُلًّا تَبَّرنا تَتبيرًا}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: التتبير: الإبطال والتدمير.
  {لا يَرجونَ نُشورًا}. أي: لا يأملون ولا يظنون النشور، الذي أخبرهم الله عنه، والبعثة لأبدانهم من القبور. والأجاج: الذي قد بلغ في شدة الملوحة ما يخرج به إلى المرارة.
  {وَحِجرًا مَحجورًا}.