مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

(ومن سورة ص)

صفحة 464 - الجزء 1

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: العزة: العتو والتعزز بالقسوة، وفي ذلك قوله سبحانه: {وَإِذا قيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتهُ العِزَّةُ بِالإِثمِ}⁣[البقرة: ٢٠٦].

  قوله ø: {ما لَها مِن فَواقٍ}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يعني بالفواق: الرجوع والإنفطار.

  قوله ø: {أَكفِلنيها}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يعني هاهنا بالإكفال: أن يجعل له مِلْكاً عليها حتى يكفلها ويجزيها.

  قوله ø: {وَلاتَ حينَ مَناصٍ}.

  يعني سبحانه: ولا حين انفلات ولا نجاة ولا خلاص.

  قوله سبحانه: {هذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: هذا في أسراء الجن المصفدين، الذين ذكر الله أنهم في الأسار مقرنين، فأخبره تبارك وتعالى بأنه قد ملَّكَه إياهم، فإن شاء منَّ عليهم وخلاهم، وإن شاء أمسكهم، بغير حساب من الله يخافه فيهم.

  قوله ø: {إِذ عُرِضَ عَلَيهِ بِالعَشِيِّ الصّافِناتُ الجِيادُ}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: إن الله سبحانه ذكر ما آتى سليمان نبيه صلى الله عليه، من عظيم ملكه الذي لا ينبغي لأحد أن يملكه من بعدء، فذكر أنه آتاه الرياح غدوها شهر ورواحها شهر، وذكر ما آتاه من صفد الجن واستعمالهم فيما أحب من الأعمال، لفضل قوتهم ولما لهم من لطيف الاحتيال، فذكر في ذلك سبحانه ما ذكر من القصص والأخبار، وذكر ما آتى الله سليمان من الصافنات الجياد، وهي الخيل الكريمة الفاضلة العتاق.