مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

(سورة يس)

صفحة 466 - الجزء 1

  قوله ø: {يس}.

  قال أبو عبد الله محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب À أجمعين: {يس} - والله أعلم - تفسيرها خفي، لأنها من العلم المصون، المخزون المكنون، لأن من القرآن ما نزله الله للناس كافة، كالخبر عن خلق الأرض والسماء وما بينهما، وما ذكر الله من الآيات والعبر بما خلق فيهما وفي غيرهما، وما ضرب الله فيه من الأمثال، وفرض من الفروض، وحرم من الحرام، وأحل من الحلال، وغير ذلك مما فيه من التذكير والقصص والأنباء، وما لا يحصى من البركات والخير، وأخبار الأنبياء، والوعد والوعيد الموصوفة، وما ذكر الله في الصُّور يوم القيامة من النفخة.

  ومن القرآن ما نزله الله للنبي وجعل علمه له خاصة، وهو عن غيره من المؤمنين خفي.

  وقد زعم بعض من زعم، أن {يس} هي: يا محمد، وهذا فما لا يفهمه من أهل اللسان العربي أحد. ثم قال سبحانه: {وَالقُرآنِ الحَكيمِ ٢ إِنَّكَ لَمِنَ المُرسَلينَ ٣}، فأقسم الله تبارك وتعالى بالقرآن الحكيم صادقاً لنبيه، وأنه من المرسلين، وكذلك هو صلى الله وعلى آله وسلم يقيناً حقا، وذكر تعالى من حكمة القرآن ما قد بان به من الكتاب أكثر البيان، فالقرآن في الحكمة غاية الغايات، قد جاز في حكمته وفضله جميع الصفات، فأخبر تعالى أن نبيه على المستقيم من الصراط. والصراط الطريق والمنهاج، المعتدل في الدين ليس فيه ميل ولا اعوجاج.

  ثم أخبر سبحانه عن القرآن بأنه {تَنزيلَ العَزيزِ الرَّحيمِ}. وكذلك الله فهو الرحمن الرحيم، الذي جاز في العزة عز الأعزاء، وفي الرأفة والرحمة رأفة الرحماء، إذ لا يكون سواه عزيزاً ملكا عظيماً إلا هو، معرض عمن ملك قاسٍ