[الغلو]
  بالحديث والضحك والإقبال والإدبار، حتى إذا اصفرت الشمس ودنت للغروب، قام يصلي، وهذا - رحمكم الله وأرشدكم - استخفاف بالدين، لا يجوز إلا عند الرخصة للمضطرين، وفي هذا غاية الشنعة في التهاون بما لا يجوز التهاون به من مفروض الصلاة على المصلين، وإنه ليفهم مَن عقل أن من إجلال الأمر بالأمر راضونه، والعمل به تعجيل ما يأمر به في أول أوقاته، وإن ذلك لمن إجلال الأمر وإطاعته، فمن تلهى عن ذلك وأخره عن غير علة ولا عذر، فلم يجل ولم يوقر الأمر، فلا تؤخروا - رحمكم الله - الصلوات إلا عن شغل عارض، أو علة مانعة أو غالب مرض.
  ومن أخر صلاة المغرب والعشاء الآخرة وتلهى عنهما، فحكم اليوم على نفسه، وترك أداء فريضة الله ربه في صلاته، فقد عطل صلاته، وخرج من الدين، لأنه لا يدري لعله لا يستيقظ من نومه حتى يطلع الفجر، فيكون قد عطل صلاة المغرب والعشاء، وهما من مؤكد فرض الله ربه، فيكون حينئذ قد كفر وعطل صلاته، حتى خرج الوقت آخره وأوله، فكان كالمرتد عن دينه، وخرج من الإسلام بأيقن يقينه، عند نفسه وعند غيره.
  وإياكم - أرشدكم الله - ثم إياكم وتأخير الصلاة عن غير علة من العلل المانعات، إلى آخر ما لها من الأوقات، فاحذروا هذا، فإنه باب من المعاصي والضلالات، عصمنا الله وإياكم من الضلالة بعد الهدى، وصرف عنا وعنكم التمادي في الغلو والغلط والإسراف والردى.
  وأخرى بلغنا عن كثير منكم أنكم تفعلون فيها أو بعضها ما لا يجوز ولا يحل لكم، وهو شرب ما يسكر من الطلاء المطبوخ، وكلما أسكر كثيره فقليله حرام، لأنه خمر، وقد حرم الله الخمر قليلها وكثيرها، حتى القطرة منها،