مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[الدليل السمعي]

صفحة 89 - الجزء 1

  ذكروا قبيح ما فعلوا في فخافوا الله سبحانه ورجوه، فرجعوا راغبين نادمين إليه، فيسأل النبي ÷ لهم الزيادة على ما استحقوا بالتوبة، لأن بعض أعمارهم مضى بسوء اختيارهم، لم يكسبوا فيه شيئا، وما اكتسبوا فيه من المعاصي الكبار محبطة، فلما تابوا كانت التوبة حسنة، ندب الله إليها فقال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوّابينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ}⁣[البقرة: ٢٢٢]، فبطلت بالتوبة لأنها حسنة، قال الله سبحانه: {إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ}⁣[هود: ١١٤]، فمن مات مصرا هلك، كما قال رسول الله ÷: «هلك المصرون قدما إلى النار»، وقال سبحانه: {إِن تَجتَنِبوا كَبائِرَ ما تُنهَونَ عَنهُ نُكَفِّر عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَنُدخِلكُم مُدخَلًا كَريمًا}⁣[النساء: ٣١]، وغير ذلك من القرءان فكثير، يستدل بهذا على ما هو أكثر منه.

  فهذه الثلاثة مَن عرفها على الجملة وتمسك بها على ما قلنا فيها، بدلائل العقل والسمع - لأنها حجة على خلقه - سلم.

[الدليل السمعي]

  والسمع ينقسم على ثلاثة:

  كتاب الله.

  وسنة رسوله.

  وإجماع الأئمة.

  وقد تقدم في أول كلامنا ذكر ذلك.

  فهذه الأربع على التحصيل فافهمها.