مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[دلالة العقل]

صفحة 92 - الجزء 1

  وغيره من الزجر الذي هو ألم، ويحجم نفسه ويشرب الدواء ويقصد فيما أدخله على نفسه، فكذلك حسن إيلام الله لعبده وهو تأديب، لأنه لو لم يفعل ذلك بهم لبطروا وأَشِرُوا.

  فيجب على كل ذي محنة التعزي بالأخيار كأيوب وغيره، ويصبر فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

  ويجب على من أمتحنه الله بالنعم كسليمان النبي ، أن يشكره ويضع النعم موضعها ويذكر فضلها، ويصبر على طاعة الله ليُؤجر، فمن ابتلى بأجلِّ منزلة كانت مطالبته له أعظم، لعظم نعم الله سبحانه عليه، وأياديه سبحانه إليه، إن شكر زاده الله، وإن كفر كان أعظم لعقوبته. فتأمل ذلك فإنك تعلم أن الله سبحانه قد عرض لكل المنافع. ولأرفع المواضع في الاخرة فمن قبل رشد، ومن أعرض فمن نفسه أتي لا من الله ø، فهذه جمل يكتسب عاملها هدى وصلاحا، وسكون قلب واعتدالا، وفقك الله لما أحب وأعاننا وإياك على طاعته إنه سميع مجيب.