أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

المدارس الفقهية

صفحة 21 - الجزء 1

  يلتزم بمنهجهم.

  وعلى هذا فإن الانتساب إلى الإمام زيد بن علي # عبارة عن نسبة فكرية - بمعنى أن مذهب آل البيت # هو نفس الدين المحمدي الأصيل، الذي أتى به الرسول الأعظم ÷ وتلقاه عنه تلميذه البار، وأمين سره المختار باب مدينة علمه الإمام علي بن أبي طالب # وإنما اشتهر المذهب باسم الإمام زيد بن علي # باعتباره العلم المميز له، يقول الإمام عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب #، المتوفى سنة (١٤٥ هـ): «العلم بيننا وبين الناس علي بن أبي طالب، والعلم بيننا وبين الشيعة زيد بن علي»⁣(⁣١).

  ويقول الإمام الهادي #: «إن آل محمد ÷ لا يختلفون إلا من جهة التفريط، فمن فرط منهم في علم أهل بيته أباً فأبا حتى ينتهي إلى علي بن أبي طالب # والنبي ÷ وشارك العامة في أقاويلها، واتباعهم في شيء من تأويلها، لزمه الاختلاف، ولاسيما إذا لم يكن ذا نظر وتمييز، ورد ما ورد عليه إلى الكتاب، ورد كل متشابه إلى المحكم، فأما من كان منهم مقتبساً من آبائه أباً فأباً حتى ينتهي إلى الأصل غير ناظر في قول غيرهم، ولا ملتفت إلى رأي سواهم، وكان مع ذلك فهماً مميزاً حاملاً لما يأتيه على الكتاب والسنة المجمع عليهما، والعقل الذي ركبه الله حجة فيه وكان راجعاً في جميع أمره إلى الكتاب، ورد المتشابه منه إلى المحكم فذلك لا يضل أبداً، ولا يخالف الحق أصلاً»⁣(⁣٢).


(١) لوامع الأنوار: ١/ ٥٠٣.

(٢) الأحكام ٢/ ٥١٩.